دراسات معاصرة
دولة الخلافة الراشدة (1)
- هي أولى دول الخلافة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وامتدت لثلاثين عاما وهي دولة الخلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثياً فقد قامت على الشورى.
بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بها:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خلافة أصحابه له في الحكم، وأثنى على منهجهم في الحكم، في مجموعة من الأحاديث:
- فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله – تعالى -، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله – تعالى -، ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله – تعالى -، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله – تعالى -، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت) رواه أحمد. فأثنى النبي على الخلافة بعده، فقال إنها على منهاج النبوة.
– بل جاء تحديد عدد سنوات حكم هذه الخلافة ، فعن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك- أو ملكه- من يشاء) رواه أبوداود. وهكذا وقع فعلا، فامتدت الخلافة الراشدة من عام 11 وحتى 40 هــ.
– وجاء الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم باتباع طريقة خلفائه الراشدين والتمسك بها، فعن العرباض بن سارية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة) رواه أحمد وأبوداود.
– وهمّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يعهد بالحكم بعده لأبي بكر، وما منعه من ذلك إلا لقناعته أن المسلمين لن يختاروا غير أبي بكر. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لقَدْ هَمَمْتُ -أوْ أرَدْتُ- أنْ أُرْسِلَ إلى أبِي بَكْرٍ وابْنِهِ وأَعْهَدَ؛ أنْ يَقُولَ القَائِلُونَ أوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلتُ: يَأْبَى اللَّهُ ويَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، أوْ يَدْفَعُ اللَّهُ ويَأْبَى المُؤْمِنُون)َ. رواه البخاري ومسلم.
– وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر لخلافة أبي بكر وعمر من بعده، وحض على اتباع أمرهما، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّي لا أدري ما قَدْرُ بقائي فيكُم فاقتَدوا باللَّذَينِ مِن بعدي وأشارَ إلى أبي بَكرٍ وعمرَ) رواه أحمد والترمذي.
– وكذلك تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن خلافة عثمان، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عثمانُ إن اللهَ مُقَمِّصُكَ قميصًا، فإن أرادك المنافقونَ على خَلْعِهِ فلا تَخْلَعْهُ) رواه أحمد والترمذي، في إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم للفتنة زمن عثمان، وطلب الخوارج خلع الخليفة.
– وأماء صلى الله عليه وسلم إلى ولاية علي رضي الله عنه في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطعت نعله فتخلف علي يخصفها فمشى قليلاً ثم قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. قال أبو بكر: أنا هو. قال: لا. قال عمر: أنا هو. قال: لا. لكن خاصف النعل – يعني علي – ” رواه أحمد والنسائي، في إشارة إلى قتال علي للخوارج الذين تأولوا القرآن.
اضغط هنا للاستماع للمقال