الإجماع حصن الدين ومفخرة الإسلام

أكتوبر 27, 2021

0 442

نعم هو حصن الدين

فبه أسست أصول الشريعة
وبه انتقلت كثير من النصوص من ظنية الدلالة إلى قطعيتها
والإجماع يمثل الثوابت التي لا يجوز الخروج عليها
وهو سدٌ منيعٌ في وجه كل متقول في الدين بغير حق.

وهو مفخرة الإسلام

لأنه الضامن لهوية الأمة وصيانتها من التفكك والتمزق والتشتت والذوبان
وبه ظهرت نعمة الوحدة الفكرية والسلوكية للأمة
ومن يرى أن المسائل المجمع عليها بالآلاف يوقن بأن هذا الدين محفوظ لا يمكن إفساده.

ولذا امتلأت كتب التفسير وشروح الأحاديث والعقائد والفقه الإسلامي بالإجماعات، واعتبارها في بيان المسائل العقدية والأصولية والأحكام الشرعية والإفتاء

قال أبو إسحاق الاسفراييني رحمه الله تعالى: مسائل الإجماع أكثر من عشرين ألف مسألة، ثم لها من الفروع التي يقع الاتفاق منها وعليها، وهي صادرة عن مسائل الإجماع التي هي أصول، أكثر من مائة ألف مسألة، يبقى قدر ألف مسألة هي من مسائل الاجتهاد.

وفي المقابل رأينا كل من يريد أن يطعن في:

محكمات الدين
وأصول الشريعة
وقواعدها الراسخة
وأركان الإيمان
والأحكام الشرعية المتفق عليها

يكون حريصاً على:

تقويض صرح الإجماع
أوالتشكيك في حجيته
أو التقليل من شأنه.

فما هو الإجماع، وما هي مراتبه، وما أدلة حجيته

الإجماع: هو اتفاق مجتهدي عصر من عصور الإسلام على حكم شرعي.

وهو مراتب:

أعلاها: اتفاق المسلمين جيلا بعد جيل على إسناد قول أو فعل أو هيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو المعبر عنه بالمعلوم من الدين بالضرورة، والذي لا يكون مسلما من أنكره.

ومثاله: صفة الصلاة وأوقاتها، كيفية الحج، ألفاظ القرآن وسوره، أحكام التجويد، اتجاه القبلة وغيرها كثير.

ومن مراتب الإجماع: إجماع مجتهدي الصحابة على مقتضى النص حتى يتنزل منزلة القطع عندهم.

ومثاله: اجماع الصحابة على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وقتال مانعي الزكاة، وجمع المصحف في زمن أبي بكر رضي الله عنه، والفتوح وتمصير الأمصار، ونسخ المصاحف في زمن عثمان رضي الله عنه، وغيرها.

ومن المراتب كذلك: سكوت العلماء في عصر من العصور على قولٍ أو فعلٍ جاء به مجتهد. (وهو المعبر عنه بالإجماع السكوتي).

ومثاله: صلاة التراويح جماعة.

أدلة الإجماع:

قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
حديث لا تجتمع أمتي على ضلالة، عن أنس وابن عمر وغيرهم والحديث بمجموع طرقه حسن كما قال الحاكم والألباني وشعيب الأرناؤوط.
ما جاء في كتاب عمر رضي الله عنه إلى شريح رحمه الله حيث قال له: اقضِ بما في كتاب الله، فإن لم تجد فبما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم تجد فبما قضى به الصالحون قبلك وفي رواية: فبما أجمع عليه الناس. رواه النسائي وصححه الألباني

مؤلفات في تتبع الإجماعات:

كَتَب كثير من العلماء في الاجماع وتتبعوا مسائله، مثل:

الإقناع في مسائل الإجماع لابن القطان.
الإجماع لابن المنذر.

ولا بد من الانتباه إلى:

أن أسوأ الأمور تتبع الشاذ من المسائل والمخالفة في كل شيء لاظهار التميز أو التجديد والحقيقة هو حب للظهور والمخالفة ليس إلا.
أبرز من أنكر حجية الإجماع قديما المعتزلة والشيعة، لآرائهم الشاذة التي تخالف بعض الإجماعات، فأنكروه حتى لا يكون حجة عليهم.
واليوم هنالك من ينكر حجية الإجماع ليسهل عليه رد محكمات الدين، أو يتفلت منها.

المصادر