دراسات معاصرة

جماعة الحوثي (أنصار الله)


هدد الحوثيون بضرب اسرائيل اذا استمرت بعدوانها على غزة، ولم يأخذهم الكثير على محمل الجد في البداية، ولكنهم نفذوا ما هددوا به وأرسلوا مسيراتهم وصواريخهم باتجاه ميناء ايلات. ثم تطور الأمر فقاموا بمهاجمة السفن المتجهه لاسرائيل في البحر الأحمر، وعلى الرغم من التهديدات الغربية باستهدافهم، وقيام الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف مناطقهم في اليمن فعلا، فقد استمروا في تحديهم للغرب واستهداف السفن.
فمن هم الحوثيون؟ وهل هم زيدية أم شيعة اثنى عشرية؟ وما علاقتهم بإيران ومشروعها؟ وهل هم حقا أعداء لأمريكا وإسرائيل وأنصار للقضية الفلسطينية؟ وهل أثرت هجماتهم على اقتصاد إسرائيل وقدراتها فعلا؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه إن شاء الله في السطور القادمة.

ثورة زيد بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب
بعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما في كربلاء، اعتزل ابنه علي بن الحسين الملقب بزين العابدين السياسة، ولكنه كان علما في العبادة والعلم، وكان هذا حال ابنه محمد الباقر من بعده. وقد حاول كثير من الشيعة استمالة زين العابدين وابنه محمد للثورة والخروج على بني أمية، ولكنهما رفضا ذلك، وبالذات بعد التجارب المريرة لجدهم علي بن أبي طالب وأبنائه مع من يدعون أنهم شيعتهم . ولكن بعد وفاتهما أقنع أهل الكوفة ابنه الثاني وكبير العائلة الهاشمية في وقته، زيد بن علي بالثورة على بني أمية، فخرج عليهم في الكوفة، فناقشه الشيعة في موقفه من أبي بكر وعمر، فترحم عليهما وأثنى عليهما خيرا. فرفضوا كلامه وانفضوا من حوله، فسماهم الرافضة، وسمي من بقي على ولائه له بالزيدية. وواجه زيد والي الأمويين يوسف الثقفي وجيشه بعدد قليل من الرجال، فهزم وقتل رحمه الله عام 122 هـ وصلب لمدة 4 سنوات.

مذهب الزيدية
سمي من سار على نهج زيد بن علي من بعده بالزيدية، وقد كانوا معتزلة في العقيدة، حنفية في الفقه، ويحصرون حق الخلافة في أولاد علي بن أبي طالب من فاطمة – رضي الله عنهما – فقط، سواء كانوا من أولاد الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، فهم يفضلون علي على أبي بكر وعمر، وإن كانوا يرون جواز إمامتهما. فقد كانوا يرون جواز ولاية المفضول مع وجود الفاضل.
قامت دولة للزيدية أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان، كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية لها في اليمن في القرن الثالث الهجري، وقد كان فقيها شجاعا، ومن علماء المعتزلة، منحرفا عن أهل الحديث، وهو أول من دعا باليمن إلى مذهب الزيدية، وحارب العباسيين والقرامطة فيها، وملك صنعاء، وامتد ملكه إلى نجران ومكة، وهو إمام الزيدية في اليمن، وكثير من أئمة اليمن من ذريته، وزيدية اليمن ينتسبون إليه، فيقال عنهم: الهادوية.
والزيدية إحدى فرق الشيعة، ولصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من أفكارهم ومعتقداتهم إلا أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، ومواطن الاختلاف بين الزيدية والسنة في مسائل الفروع لا تكاد تذكر، وقد ذكر الشوكاني الكثير من آراء الهادوية في كتابه نيل الأوطار. وعندهم كتاب يسمونه (مجموع رسائل الإمام زيد بن علي)، فيه عدة رسائل يزعمون أنها من كلام زيد، بعضها مروي بأسانيد فيها شيعة كذابون، وبعضها فيها رجال مجهولون، وبعضها تروى بلا إسناد. وقد انقرض مذهب الزيدية من أكثر البلاد إلا بعض بلاد اليمن، فلا يزال المذهب الزيدي منتشرا في اليمن، لا سيما في صعدة وحجة وصنعاء وذمار والجوف.

ومن اليوم الأول كان الخلاف بين الزيدية، والشيعة الجعفرية أو الشيعة الاثنى عشرية. فالزيدية يقولون بإمامة زيد بن علي، وسموا الشيعة الآخرين رافضة، لأنهم رفضوا نصرته. في حين تقول الشيعة بإمامة جعفر الصادق بن محمد الباقر والذي آلت إليه عمادة البيت الهاشمي بعد وفاة عمه زيد، ولذلك يسمون الشيعة الجعفرية، أو الشيعة الاثنى عشرية لأنهم يقولون بإمامة اثني عشر إماما، ويكفرون كل من لم يقل بإمامتهم، ومنهم بالطبع السنة والزيدية.
ويختلف الزيدية عن الشيعة الجعفرية بأمور منها:
إنكار التقية (وهي إظهار خلاف ما يبطنون)
عدم القول بالرجعة (أي رجعة الأئمة الإثنا عشر في الدنيا وانتقامهم من خصومهم)
عدم القول بالمهدي المنتظر
لا يكفرون الصحابة وعموم المسلمين

ومع مرور الزمن خرجت من الزيدية ثلاث فرق:
الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد، من غلاة الزيدية، يتجاهرون بسب الشيخين – برأهما الله مما قالوا- وهم موجودون بصنعاء اليمن وصعدة. وهم أقرب للشيعة الإمامية .
الصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي.
البترية: أصحاب كثير النوى الأبتر.

الزيدية في اليمن
استمرت دولة الهادوية في اليمن 11 قرنا بين مد وجزر، وكانت على خلاف مع بقية دول العالم الإسلامي، مما فرض قطيعة وانعزالا لسكان اليمن. واستطاع الزيدية في اليمن سلب السلطة من العثمانيين، إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود. لم تميز الدولة الحديثة بين الزيدية وغيرهم، بدليل مشاركة الكثير منهم في مفاصل الحكم والتمثيل البرلماني، وإن كان أغلب سكان اليمن دخلوا في المذاهب السنية التي لم تنقطع يوما عن اليمن، كمذهب الشوكاني والصنعاني رحمهما الله.

النشاط الشيعي في اليمن
منذ انتصار الثورة في إيران، نشطت في تصديرها للدول السنية، وبالذات في أماكن تواجد الشيعة، أو من يمكن استمالته للتشيع. فقامت السفارة الإيرانية بأنشطة ثقافية في أوساط الطائفة الزيدية والهاشميين، كونهم بيئة خصبة لنشر التشيع الجعفري وأقرب لهم من خلال:
نشاط أعضاء حزب الدعوة العراقي الفارين من العراق في المستشفيات والمدارس والجامعات اليمينة وإقامة الحوزات الشيعية.

نشر نكاح المتعة بين الشباب.
نشر أفكار الشيعة الإثنى عشرية في صعدة وصنعاء وعمران وغيرها من المحافظات.
إحياء الشعائر الشيعية والحسينيات.
المنح الدراسية إلى إيران ولبنان لأبناء الطائفة الزيدية.
مشاركة مكتبات إيرانية ولبنانية في معارض الكتاب وتوزيع الكتب والأشرطة.

بدر الدين الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن
يعد بدر الدين الحوثي من أبرز زعماء الزيدية في اليمن الحديث، من مواليد عام 1926 م، من علماء الزيدية الجارودية في اليمن وينتسب إلى الإمام الهادي. معروف بعدائه للسنة واقترابه من الشيعة الاثنى عشرية. وخالفه الكثير من علماء الزيدية في اليمن. شارك في تأسيس حزب الحق الشيعي في اليمن، بعد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي، ولكنه وتحالف مع الحزب الاشتراكي الجنوبي، وهو الحزب الشيوعي الذي كان يحكم اليمن الجنوبي قبل الوحدة.
أقنعه الرئيس عبد الله صالح بالانشقاق عن حزب الحق مع أبنائه عام 1991م وتكوين تنظيم الشباب المؤمن، ودعمه نكاية في الحزب الاشتراكي الشيوعي من جهة، والتجمع اليمني للاصلاح السني من جهة أخرى.

شملت أنشطة الشباب المؤمن التنظيمية عددًا من المحافظات منها صنعاء وصعدة وعمران وغيرها، وتمت عبر المساجد والمراكز الخاصة التي أنشئت لتدريس المذهب الزيدي وفق رؤية الحوثي! وأرسل إليها بعض طلبته المقربين مع مجموعة من الأساتذة العراقيين الذي توافدوا على اليمن بعد حرب الخليج الثانية وعمل التنظيم على إحياء مناسبة “يوم الغدير” في محافظة صعدة، بمظاهر تحولت إلى تجمع القبائل الموالية، واستعراض للقوة وعرض لأنواع وفيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وإطلاق النار بكثافة في نبرة تحد واضحة. ودعمت السفارة الإيرانية أنشطة الحوثي وانتشرت المكتبات والحسينيات الشيعية، وانضم الكثير من أبناء الطائفة الزيدية في اليمن للحوثي لكثرة الأموال بين يديه وكونه أكثر تنظيما من المشايخ التقليديين للمذهب. ويدندن أتباع (الشباب المؤمن) عموما حول:
الشعارات المعادية -بزعمهم- لأمريكا وإسرائيل! وذلك عقب صلوات الجمعة. فشعارهم: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.

إثارة ما يؤلب الناس على الدولة بالحديث عن الأسعار والغلاء المعيشي والفساد المالي.
إحياء الحديث عن مقتل الحسين وزيد بن علي ومظلومية آل البيت.
إبراز مظاهر القوة والتحدي في مناسباتهم واحتفالاتهم المذهبية، كعيد الغدير ويوم عاشوراء!
إثارة المخاوف الطائفية ممن يصفونهم بـالوهابية والسلفية.

حسين بدر الدين الحوثي والصراع المسلح مع الدولة
الإبن الأكبر لبدر الدين الحوثي مواليد 1959م ، أسس مع والده حزب الحق عام 1990، ثم أسس مع والده تنظيم الشباب المؤمن بدعم وتمويل من عبد الله صالح. فاز بانتخابات 1993 في البرلمان بدعم من الحزب الاشتراكي. وفي عام 1994 دارت الحرب بين عبد الله صالح والحزب الشيوعي الذي أراد الانفصال باليمن الجنوبي مرة أخرى، فهزم الشيوعيون، وفر حسين الحوثي من اليمن إلى إيران ثم لبنان وتأثر بحزب الله. تبنى عقائد الشيعة الاثنى عشرية وهاجم علماء الزيدية في اليمن، وعقد الشيعة عليه آمالا كبيرة، ليكون اليماني الذي يسبق ظهور المهدي كما هو مذكور في رواياتهم. دعمته إيران وأرسلت له خبراء من إيران ولبنان، ودعمه التجار الشيعة في الخليج. وبعد عودته لليمن دخل في صراع مسلح مع الدولة آملا بانفصال صعدة وإعادة الحكم الإمامي لها، ولكنه هزم وقتل عام 2004.

قاد بدر الدين الحوثي الصراع بعد وفاة ابنه، ثم تنازل عن القيادة لابنه الأصغر عبد الملك.
مات بدر الدين أو قتل عام 2010 باختلاف رواية الحوثيين وخصومهم، وأصبح عبد الملك القائد الفعلي للجماعة. وبين 2004 و 2010 دارت ستة حروب بين الدولة والحوثيين راح ضحيتها المئات من الطرفين، وانتهت جميعها بانتصار الجيش اليمني، والذي كان يتوقف في اللحظات الأخيرة قبل تحقيق النصر النهائي، لتبقى ورقة الحوثيين أداة ابتزاز بيد عبد الله صالح لدول المنطقة وخصومه السياسيين في اليمن.
غير التنظيم اسمه من الشباب المؤمن إلى أنصار الله تشبها بحزب الله!! وتم تدريب أعضاءه في العراق ولبنان واقتبس استراتيجيات حزب الله اللبناني.

الثورة اليمنية 2011
ثار الشعب اليمني أسوة بغيره من الشعوب العربية على الظلم والفساد الذي ساد في اليمن على يد عبد الله صالح وأقربائه وحزبه المؤتمر الشعبي عام 2011. فأمر صالح محافظ صعدة بالرجوع إلى صنعاء، وبهذا استولى الحوثيون على المحافظة بدون عناء. وحاصروا مدرسة دار الحديث السلفية التي أنشأها الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في دماج لمدة سنتين بدون أن ينجحوا في اقتحامها، إلى أن تدخلت بعض الدول العربية لفك الحصار، وانسحب طلاب دماج منها إلى صنعاء.
بعد سقوط عبد الله صالح شارك الحوثيون في لقاءات الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة لتحديد مستقبل اليمن. وفي عام 2014 تحالف الحوثيون مع صالح وتقدموا في محافظات حجة وعمران ثم استولوا على صنعاء بعد انسحاب الجيش بدون مقاومة وتسليم الأسلحة لهم، وتقدم الحوثيون واستولوا على معظم مدينة عدن. وقد استولوا على مقدرات الدولة اليمنية والجيش اليمني الذي يعد رابع جيش عربي من حيث العدة والعتاد، ودعمتهم ايران بالخبراء والصواريخ والمسيرات.

بعد وصول الملك سلمان للحكم عام 2015 دخلت السعودية ودول الخليج في حرب اليمن فيما يسمى بعاصفة الحزم، وطردوا الحوثيين من عدن. وكان بإمكانهم دحر الحوثيين من جميع اليمن، ولكن لسبب ما توقف التقدم باتجاه صنعاء، وبقي الحوثيون يسيطرون على صنعاء وشمال اليمن. وقام الانفصاليون الجنوبيون والسلفيون التقليديون برعاية من بعض الأطراف ضد الدولة الشرعية وبقية الأحزاب اليمنية فاستولوا على معظم جنوب اليمن.
حاصر الحوثيون مدينة تعز التي تضم 4 مليون شخص، وتم تجويع المدينة وقتل الكثير من أهلها على يد القناصة، ولم يصلها المدد من قوات التحالف الخليجي، وما زالت محاصرة حتى اليوم.

قتل عبد الله صالح عام 2017 على يد حلفائه الحوثيين، بعد محاولته التمرد عليهم، وجرت محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة وأمريكا، ولم يعتبر الحوثيين جماعة ارهابية أو مارقة. وقامت الدول الغربية بتسليم ميناء الحديدة للحوثيين عام 2018 ومنع السلطة الشرعية من استعادتها، ومنها وصلت الإمدادات الإيرانية. وكانت السياسة الغربية تقوم على اعتبار الحوثيين أمر واقع يجب على دول الخليج وبقية اليمنيين التعايش معه، وبالتالي تثبيت استيلائهم على شمال اليمن، والاعتراف بتقسيم اليمن وإضعافه.

قام الحوثيون في مناطق سيطرتهم بالحرب على القبائل الموالية لحزب الإصلاح السني، ومحاربة السنة والاستيلاء على المساجد ومنع صلاة التراويح، واعتقال الآلاف واغتيال العشرات من الزعماء والعلماء، وسرقة المساعدات الدولية وبيعها أو ابتزاز الناس بها للانضمام للحرب، كما قصفوا المدن السعودية بالصواريخ والمسيرات.

موقف الحوثيين من حرب غزة
نصت شعارات الحوثيين على الموت لأمريكا واسرائيل، ولكنهم لم يقاتلوا الأمريكان أو الاسرائيليين الذين يصولون ويجولون بالقرب منهم في باب المندب. بل قتلوا أبناء شعبهم، وقصفوا المدن السعودية بالمسيرات والصواريخ. وضغطت أمريكا لوقف الحرب ضدهم، ورعت مفاوضات السلام وبالتالي تكريس وجودهم، لضمان تقسيم اليمن وإضعافه، ولتبقى شوكة في خاصرة السعودية.

وفي يوم 7 اكتوبر دعا محمد الضيف رئيس أركان حماس قوى المقاومة للمشاركة في المعركة، وعد منهم طبعا جماعة الحوثي. وعلى غرار من يسمون أنفسهم بمحور المقاومة قام الحوثيون بالتهديد بدخول الحرب إن تجاوزت اسرائيل خطوط إيران الحمراء. ولما استمرت الحرب، ودخل الجيش الاسرائيلي غزة، أرسلوا مسيراتهم باتجاه إيلات، والتي كانت تسقط قبل أن تصل أو تصيب منتجعات مصر. استمرت اسرائيل في عدوانها، وأعلنت من تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق وقف اطلاق النار بعد التهديدات الأمريكية، وصواريخ حزب الله لم تغير شيء في المعادلة. فكان لا بد من لاعب آخر يري العالم قوة إيران وتأثيرها على الأحداث. فكان التهديد بإغلاق الحوثيون لباب المندب في وجه السفن المتجهة لاسرائيل، ثم بدأ التنفيذ بالفعل انطلاقا من ميناء الحديدة التي أهدته الأمم المتحدة للحوثيين قبل بضع سنين. استفاد الحوثيون داخليا برفع أسهمهم أمام شعبهم الذي طالما طالبهم بتنفيذ شعاراتهم بقتال اسرائيل. وكان موقف القوى الغربية عجيبا. فهم للساعة لم يدرجوا الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية، ولم يهاجموا مقراتهم ومراكز قوتهم، بل كل ما فعلوه محاولة شل قدرتهم على إطلاق الصواريخ ضد السفن، وكأن هذه المشكلة الوحيدة معهم، ولا مانع بعد ذلك من استيلائهم على اليمن وقتل أبنائه وسلب قدراته ورهنها للمشروع الإيراني.

نعم لقد تضرر الاقتصاد الاسرائيلي من استهداف السفن المتجهة لإيلات في البحر الأحمر، ولكن كان لهم بدائل في موانىء البحر الأبيض والجسر البري البديل عن البحر الأحمر. ولكن كان تضرر الأردن أكبر من ذلك كون ميناء العقبة على البحر الأحمر هو منفذه الوحيد، وكانت مصر المتضرر الأكبر بفقدان أكثر من 40% من دخل قناة السويس.
ما زالت المذبحة مستمرة في غزة، حتى لو وصل صاروخ أو مسيرة حوثية لاسرائيل بين الحين والآخر، لم يطالب أحد للساعة بالقضاء على الحوثيين ورفع ظلمهم عن اليمن، ما زالت تعز تحت الحصار، تعيش أجواء شبيهة بغزة على يد الحوثيين، ما زالت اليمن تعيسة، وشعبها محروم وأرضها مقسمة، ما زال الاقتصاد والشعب المصري يعاني، ما زالت إيران تبتز العالم بأذرعها العربية، وهي تفخر بفارسيتها على العرب وتطالب بالمزيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى